منذ اندلاع الصراع السوري في عام 2011، أصبح الجنوب السوري ساحة لمعركة نفوذ بين قوى إقليمية ودولية متعددة، بما في ذلك روسيا وإيران وداعش والتنظيمات المحلية. حيث تقع هذه المنطقة على حدود الأردن وإسرائيل، مما يزيد من تعقيداتها الجيوسياسية. تشمل محافظات الجنوب السوري درعا والقنيطرة والسويداء، وهي مناطق ذات أهمية استراتيجية نظراً لموقعها الجغرافي والبنية التحتية الحيوية التي تضمها، مثل طريق دمشق-عمان السريع، الذي يعد شرياناً حيوياً للتجارة والتنقل.
تقدم هذه الدراسةتحليلًا شاملًا للتأثيرات الإقليمية لتنظيم الدولة الإسلامية (داعش) على الأمن والسياسة في منطقة الشرق الأوسط، حيث تستعرض الورقة بدقة كيفية استغلال التنظيم للظروف السياسية والاجتماعية المتقلبة، لتعزيز موقعه وتوسيع نطاق نفوذه عبر العراق وسوريا، وتأثير ذلك على الأمن الإقليمي والعلاقات الدولية. و تضمنت هذه الدراسة الاستراتيجيات الإرهابية التي اعتمدها داعش والتداعيات الناجمة عنها، بما في ذلك العمليات الكبرى وتأثيرها على السياسات الداخلية للدول المجاورة وعلاقاتها الخارجية. بالاضافة لما سلف ناقشت الدراسة التأثيرات الاقتصادية والاجتماعية لأنشطة داعش، مشيرة إلى الانعكاسات السلبية على الاقتصادات المحلية والتحديات الجمّة التي واجهت النظم الاجتماعية في المنطقة، ولا سيما فيما يتعلق بالنزوح الجماعي وأزمات اللاجئين. أخيرًا، تُقيّم الدراسة الاستجابات الإقليمية والدولية للتهديد الذي يمثله داعش، مع تقديم تحليل نقدي يبن فعالية الاستراتيجيات المتبعة وتوصيات موجهة لتحسين هذه الجهود في المستقبل من خلال توفير نظرة عميقة ومدروسة للتحديات الأمنية والسياسية التي يفرضها تنظيم داعش، تهدف هذه الدراسة إلى إثراء الفهم العلمي ودعم صناع القرار في تطوير استراتيجيات أكثر فعالية لضمان استقرار وأمان المنطقة.